لماذا يصعب على حاتم العوني تقديم نفسه مثل القرضاوي؟

القرضاوي ابن (الجمهورية) بأفكارها: تحديد مدة الحكم، السعي لإقناع الناس أنَّ الشريعة ليست داعمة لحكم (ثيوقراطي)، يمكن دعم التداول السلمي للسلطة، إظهار تخريجات فقهية لوجود أحزاب سياسية في الدولة، الانتخابات وتخريجها على موضوع (أقل الأضرار) و(تقبل وجود الاختلاف)، المواطنة كبديل عن اسم (أهل الذمة)، أي: جمهورية ديموقراطية، (بضوابط فقهية).

فضلًا عن سعي القرضاوي لإرسال تطمين عالمي يتلخّص في أنَّ المشروع السياسي للإسلاميين وأخصّهم (الإخوان) لن يكون في خدمة (التطرّف) بل هو (وسطي) سيكون في مواجهة التيارات (العصيّة) على الانخراط فيما بشّر به، وأنَّ فقهه سيجعل من الأقليات المسلمة مصدر اندماج في الدول الغربية لا تهديد، خصوصًا بعد أحداث سبتمبر.

يختلف الأمر تمامًا عن ابن (النظام الملكي) وفيه الحكم بطريقة البيعة، لا تحديد لمدة الحاكم، لا انتخابات، لا ديموقراطية، لا تأييد لحزب، فالمشكلة مختلفة بصورة كبيرة إذا لم نقبل وصفها بالجذرية، فلما تتقمص شخصيته في القضايا المطروقة يصبح الأمر باهتًا وغريبًا! لا يكاد يعود إلا على طرَف من (الحريات الاجتماعية) و(فقه الغناء والموسيقى) وتقبل الأشاعرة على خجل، أو من تستقدمهم الدولة من غير المسلمين، أين هذا من مجمل الذي تقوله، لأنه بالمختصر منزوع السياق.

تصبح القضية باهتة حتى لو مثّلنا أنَّ دور التقمّص انطلى على المتابعين، وأنك أتقنته، تأثير القرضاوي كان كبيرًا في المنطقة حتى إنَّ كثيرًا من خصومه استعانوا بكلامه، ففي حين كانوا ينشطون للرد على مفهومه للوسطية، تقلص الأمر لينادوا بها، واستعملوا أدواته لإدانته هو، في كثير من الأحيان.