حاتم العوني مجرد مردد لكلام القرضاوي عن فقه الأقليات، كمحاولة تصوير (أهل الذمة) على أنها (مواطنة) رغم الخلاف الكبير بين الوصفين، هل رأيتم مواطنة يوصف فيها أهلها بأنهم (صاغرون)؟ كان القرضاوي قد سعى لهذا التكييف عن طريق التعليلات الحنفية، كالقول بأن الجزية بدل حماية، ونحو هذا، وكله أعاده العوني.
القضايا هي نفسها مطروقة من قبل في كتب القرضاوي عن (مبادئ في الحوار والتقريب) و(فقه الأقليات) وغيرها من مسائل (فقهية) ومادتها الأصيلة كتب القرضاوي وكتبه شاهدة على هذا وتخصصه هو نفسه فقه.
وكانت إشكالية الأقليات واردة دومًا على القرضاوي بحكم وجود نصارى في مصر، في سعي منه لإيجاد بدائل (فقهية)، لمشروع (الإسلاميين)، فضلًا عن تعرضه لمسلمي أوروبا، وتعاملهم في دولهم، ولمعت تلك المسائل بعد ١١/سبتمبر، أما العوني فتخصصه حديث فما له ولهذه القضايا؟ فليس في كتبه شاهد على تدرجه في بحثها، بل انهماكه في الحديث، وبحوث (المصطلح) هل الحسن مدلس أم لا؟ هل مسلم قصد البخاري في مقدمته في صحيحه حين رد على من أبهمه أم لا؟ وهكذا.
لكن في العالم الإسلامي يتم ترديد الأفكار بصورة متأخرة عن مصدرها، فتنتهي معارك العقاد وخصومه في مصر ثم يبدأ ترديدها بعد عقود في منطقة أخرى، وهكذا مع محمود شاكر، والقرضاوي وغيرهم.
حتى التمسك بمفهوم (الوسطية والاعتدال) صبغه القرضاوي بمفاهيمه التي يحتكم إليها العوني، وليس في كلامي هنا تقييم للمطروح، بل حديث عن مصدره فحسب، لأن كثيرين يتقمصون شخصيات يتنصلون منها، ويرددون كلامًا هم أنفسهم يسعون إلى إظهار أنه من كدّهم وليس لهم منه سوى الترديد.