المعرفة تخصصية

كل من جاهد في بحث موضوع معيّن يعلم هذا، يعلم أي جهد يحتاجه الأمر لكي تبعد ذهنك عما أنت منشغل فيه، إذ يكون كل استحضارك، وكل فضولك، منصبًا على التحقيق في الموضوع الذي تبحثه، هذا الأمر يواجه كارثة علّمها [متصدّرون] لكثير من الناس، إذ هم نافورة أسئلة، سؤال في الفقه، آخر في التاريخ، آخر في السياسة، يصعب إقناعي أنَّ رجلًا عنده فضول بكل هذه المواضيع دفعة واحدة، كما يصعب أن يقال هناك رجل عنده علمية في كل هذه المواضيع وينتقل من باب لآخر في الساعة نفسها.

هذا الأمر لربما خبروه في أقوام أرادوا أن يُظهروا قدرات خارقة، وإلا فإنّه لا أثقل على النفس من الانتقال! واحد مثلًا يبحث في قضية، كيف سيقطع كل ما هو يفكر فيه، لسؤال عارض جاءه على برنامج، أو في الخاص؟ هذا الذي يراه كثير من الناس (موسوعية) ليس في تقديري سوى عدم تخصص، ولا انهماك في موضوع، وتوزيع ثرثرة على مختلف القضايا دون تحقيق واحدة منها.