الأزهر نافورة الكرامات!
كل حين يخرجون بمقاطع متعددة عن كرامات الأولياء، والتي هي على وزن مخرجات مقاطع الغموض على يوتيوب بعناوين مماثلة، لا بد أن يكون التصوير رديئًا، وسط الظلام الدامس، ضرورة التشويق، مع موسيقى لأحد أفلام الرعب، وسط صراخ المصور دون أن ترى شيئًا!
على صعيد الكرامات الأزهرية فتتراوح بين عمليات التجميل الشخصية لشيخ حتى يستطيع أن يعدل عمامته، أو حج أحدهم وهو في مكانه، إلى مختلف الهلاوس السمعية والبصرية، لكنك لن تجد كرامة واحدة لهؤلاء يمكنها رفع قيمة الجنية، أو التقليل من مستوى البطالة، أو تساهم في حل أزمة سياسية! فسلك الكرامات ينقطع ما دام في الشأن العام.
فليست هذه المواضيع مفضّلة لتنسج حولها تلك القصص، بل هي مما حظره (الأسياد قدس الله سرهم) وعلى الشعب أن يزور الأضرحة لغرض وحيد، أن يخاطبها بديلًا عن وزارة الداخلية، أن يكلم الأموات فيما يفترض أن يقوم به مسؤول حي.
حتى إنَّ هؤلاء الأزهريين يبدو أنهم لا يصدقون كلام أصحاب الحظوة والخطوة بينهم لا رؤى عينية ولا طيران في الهواء الطلق، إنما يعتمدون على الموازنة المالية التي تقتطع لهم كل عام، ولا يهم مصدرها فهناك لا حاجة لديهم للتدقيق الفقهي، فهو حينها تنطع، إنما التدقيق يكون فيما هو دون الحد الأدنى من الأجور بالحديث ليس عن الحرام فقط، بل الشبهة والورع عن قول المتصوفة: حسنات المقربين سيئات الأبرار!