بعض الكتاب سطحيون، وإن أغضي النظر عما يسوء عاطفتهم، ولم يدقق في الكلمات مراعاة للنفاق الاجتماعي، قيل: إنهم يلوكون التفاهة، لكن مع ذلك هناك ما يعزز من استمرارهم لو لاحظوه، فليس بخاطري إحباط أحد، وهو أنه مهما بدت معلوماتهم سطحية، والبلادة تطل برأسها مع كل تشكيل لحروفهم، ومصادرهم مجمّعة من مخلَّفات جلسات الأقارب، وحلقات الثرثرة والبطالة، فإنَّ هناك من صارع طويلًا للوصول إلى هذه المرحلة، عبر سنوات من دراسة اللغة، لإمكان قراءة نص عربي، ولما كتب مقالة سطحية، لا ثراء فيها ولا ذكاء، ترجمها مسترزق على عجل، وقدّم لها بشهادته له بأفخم الأوصاف، وطبعت آلاف النُسخ، ولا غرابة إذ الكاتب يحمل جواز سفر أوروبي، فمثل هذا يرفع العتب، ويدفع إلى القول: استمروا بإغراق الساحة بالكلمات.