كيف تضحي صوفيًا عارفًا؟

ينصح بالنوم الطويل والعشاء قبله حتى تتخرج ومعك مجموعة وافرة من الأحلام، ستزيد بعضها لاحقًا مع خيالك الخصب، واحرص على ما يحاكي أساطير الإغريق، دون حرفيّة في تقليدها، سيما وأنَّ سلفك أحرق حبكاتها، فحاول أن تأتي بحبكة جديدة.

أما في الفقه فمهما خالفته فقل هؤلاء أهل الظاهر، ونحن أهل الباطن، وهم مأجورون على قولهم فهذا مبلغ علمهم، وفاتهم أطوار وراء ذلك، ومهما بدّعوك قل: هذا من البدعة الحسنة، وسل: هل أنتم أعلم من العز بن عبد السلام؟ فهي فاتحة لأي شيء تقوله، وحاول أن تظهر حكيمًا بمزيج من التواضع والغطرسة، فقل: من ذاق عرف، ومن عرف اغترف، وهؤلاء مساكين لم يعرفوا.

واحرص على ما يجذب الناس، فالناس تحب الغموض، وحبذا لو قرأت طواسين الحلّاج، وشيء في الغنوصية، وقد ترجمت أعمال أفلوطين اليوم ويمكنك أن تقتبس منها لتقول: هذا من فتوح الغيب.

وموضوع الأسباب عند الأشعرية ممتاز، سيما وأن في كلام الغزالي ما لا يوجب عليك طلب الرزق، فها قد اجتمع لك قول أشعري ومتفقه، وأنت مستقبلك واحدة من اثنتين: أن ينفق عليك الناس وفيهم تجار وأثرياء وتكون دعاية لهم متى وجهت أتباعك للشراء من عندهم، أو الدولة.

وهاجم النابتة، والوهابية، وابن تيمية فلن تجد مثلهم في قطع الأرزاق عنك، ولا تخاصم من سبقك في المصلحة، فهو مما يجر عليك العداوة، ويدفع السابقين منهم لاتهامك بالدجل في الولاية، فقل: لله طرائق على عدد الخلائق، وأظهر تعظيمك لهم، فمتى نالهم خير قد يصيبك بعضه.