تخيلوا لو أنَّه بعد مائة عام جاء مؤرخ فأراد رسم صورة عن واقعنا الاجتماعي والسياسي والديني، وجعل مادته معتمدة على أكثر ما ينشره الناس في حساباتهم من وعظ وتذكير وطلب للمسامحة والغفران، أي صورة تلك التي سيرسمها؟ هذا قريب من سلوك كثير من الذين كتبوا في تاريخنا وفق هذه النظرة، وأغمضوا عيونهم عما اعتبروه عناصر منغصة على نظرتهم.