نقطة الضعف في العديد من التصوّرات والأحكام هي نقطة القوة في دعايتها، بأنها تجيب عن كل شيء، كل شيء له جواب جاهز، سبق بحثه، وما علينا إلا الرجوع إلى ما تم وانتهى، لا مكان فيه لإنتاج جديد، لا مناطق في طور البحث، في خضّم المراجعة والتدقيق، قيد الإعداد، لا، إنما يقدمون قالبًا كدفعة واحدة وإلى الأبد، هذا ما جعل التحرّج من كل جديد علامة أساسية لهذه التصورات، فأول أسئلتهم أمام أي بحث: هل يمكن أن يكون قال شيئًا بغير ما سبق أن قلناه! هذا التقوقع الفكري الآمن جعل طوائف كاملة تعيش كأنها منعزلة عن العالم، تلوك أفكارها بالأدوات نفسها كل حين، حتى إنهم انعزلوا عن النتائج المتكررة لأفكارهم العملية باعتبارها شيئًا مستقلًا عن نسقهم الفكري.