العناوين العامة… عند التطبيق!

كثيرون رفعوا عناوين عامة، في الشق السياسي، عن الأمة، والدولة الواحدة الجامعة، ودفعوا في أدبياتهم إلى المواجهة مع الأنظمة الحاكمة، باعتبارها تجزيئًا وتفتيتًا للولاء الجامع.

لكن مع رفع تلك الشعارات كان الأمر مريبًا في الواقع، حيث إن الكثير منهم مارسوا السياسة الوطنية داخل تلك الشعارات المعلنة.

بمعنى أنه يقف مع مواجهة في بلد، ويحث عليها، ويعلن حربه على نظام تلك البلد، لكنه في بلده ينقلب مؤيدًا، رافضًا أن تدخل بلاده الدوامة التي شارك في الدعوة إليها في بلد آخر! فضلًا عن حالة ملموسة عند من يخرج من بلده لاجئًا مثلًا ويقيم في آخر، يبقي على دعايته ضد نظام بلاده، لكن مهما كانت الأحداث في تلك البلد التي أقام فيها، فإنه ينقلب سلطويًا، مدافعًا عنها، مسوّغًا لسياساتها، مهاجمًا خصوم النظام المضيف، وحينها تقول في نفسك ألم يكن يخوّن أولئك الذين هاجموا تحركاته هو؟ ما باله يحل لنفسه ما لا يجيزه لهم؟!

هذه الحالة ينزعج الكثيرون من التعرّض لها، ويؤثرون للتعامي عنها الإبقاء على الشعارات العامة المعلنة، تلك التي تخفي الحراك الواقعي تحتها، تخفي التيارات التي تتصارع فيها، تتعامى عن آمن مطمئن في بلاده بلا أدنى ضريبة، لكنه مسعر حرب في غيرها، تخفي ذلك المقاتل الشرس حتى آخر ابن من شعب آخر! دون أدنى مراجعة للأدبيات التي لا تتسع لمساءلة أو كشف لما يختبئ تحتها.