لا تكاد تعرف العديد من المشايخ الرسميين من إنتاجهم المعرفي، بل من مناصبهم ومسمياتهم الوظيفية، ومداخلاتهم مع الجمهور التي تكون مكررة محفوظة، مملولة، لا تبارز فيها ولا تفاضل، ويحوي كلامهم الكثير من التقييم لغيرهم، وإبداء الرأي في خطاب الجمهور بالترجيح والتضعيف والتأليب، دون أن يكونوا قد أفادوا في المسألة بتحقيق، ولا بحث قرّب بعيدًا، أو لفت الأنظار إلى مغفول عنه. ولو نظرت إلى الهالة التي تحاط بهم فإنما هي من جمهور خضع للدعاية، وأكثر رفعتهم في زمانهم إنما هي تابعة لمعتقد العوام فيهم، بإطلاق الألفاظ المفخّمة، بعد أن نالوا منصبًا رسميًا، أو دعاية رسمية، بدونها ما عرفهم أحد بربع ما يوصفون به.