العمل العلمي يسعى لكشف الحقائق وليذهب الرأي العام إلى الجحيم، هذه نقطة أساسية في البحث الجاد، رغم وجود خلط هائل حين يحسب بعض الناس أن العمل العلمي ينتظر تقييمًا عامًا، إذ لا تقاس الجودة بعدد المتأثرين، قد يوجد أثر وقد ينعدم، هذا مرهون بعوامل عدة تتجاوز المادة المكتوبة، فليس في العمل العلمي شيء اسمه: أعجبني أو لا، كما برمجت أذهان كثيرة، ويحسبون أنَّ لهم رأيًا في أي مجال.

كم صنعت الشعارات الديموقراطية من انتفاخ لمن يملكون حق التصويت، هذه العيّنات يمكن السيطرة عليها في الدعايات السياسية إذ يمكن توجيهها بقليل من فنون الدعاية، فهم يحتاجونهم مدة التصويت فقط، وحينها يسهل توجيه أعجبني تلك إلى موضعها.

لكن ليس في غير ذلك، إذ توجد أماكن غير مكتشفة في أذهانهم فيها: لا أعلم، لا خبرة لديّ بالموضوع مرورًا إلى لا أهتم، هذه المساحة جرى القضاء عليها للخاضعين لدعاية حقق ذاتك، وعبّر عن رأيك، فأطلقوا هذا المارد في مجال لا يتسع للشخوص ولا الآراء الشعبية، بل هو مجال متى زجت فيه هذه الاعتبارات فسدت بالكامل.