من أبرز الذين عارضوا إلغاء طبقة العبيد يوسف بن إسماعيل النبهاني (١٩٣٢م)، وهو جد مؤسس حزب التحرير من جهة أمه تقي الدين النبهاني (١٩٧٧م).
أوضح رأيه في كتاب: (سعادة الأنام في اتباع دين الإسلام) فقال:
“منع بعض الدول في هذا الزمان الإرقاق، وجبروا الناس على عتق أرقائهم ليحببوا بأنفسهم كفرة السودان الذين تُجلب الأرقاء منهم في هذا الزمان، ليسهل بذلك استيلاؤهم على بلادهم، وإلا فهم يعلمون أن الناس محتاجون إلى ذلك وهو نعمة على السادات والعبيد أيضًا.
وأنت إذا نظرت إلى بقاء أولئك العبيد في بلادهم في الكفر بالله تعالى، والجهل بأمور الدنيا والآخرة، والتعب والشقاء وخشونة العيش إلى الغاية، ثم نظرتهم بعد إرقاقهم ودخولهم في الإسلام، وعيشهم بين ساداتهم، عيشة مرضية ومعرفتهم من أمور الدين والدنيا ما لم يكونوا يتخيلونه، لعلمتَ أنهم قد ترتَّب على إرقاقهم سعادتهم الدنيوية والآخروية.
بل كثير من الأرقاء صاروا ملوكًا ومنهم دولة المماليك في مصر في الأعصر السابقة… وما زالت الدنيا وأهلها هكذا معمورة من غني وفقير، وخادم ومخدوم، وعمرانها موقوف على ذلك، ولو كانوا كلهم أغنياء، أو كلهم فقراء لما تم العمران، فالله تعالى أعلم بمصالح خلقه، وقد شرع لهم ذلك والحسن ما استحسنه الشرع، والقبيح ما استقبحه الشرع” (ص٤٣)