تاريخ العبيد في الخليج العربي
لأستاذ التاريخ في الجامعة الأمريكية في الكويت هشام العوضي، يتحدث عن مرحلة مهمة في التاريخ يصفها بأنها قد جرى إقصاؤها من الرواية الرسمية، وبات التعرض لها صعبًا، يسبب الحرَج، ويواجه بأسئلة من عينة: ما الغرض منه؟ ونحو هذا.
يذكر أن في القرن التاسع عشر حوى الخليج مليون أمَة، وأن العديد من العبيد عملوا في استخراج اللؤلؤ، وجمع الحطب والتمر وغيرها من الأعمال، وأن طلب العبيد في الخليج كان متنوعًا من إفريقيا وغيرها من البلدان، كجورجيا، حتى الصينيات، بعضهم بيع تهريبًا في الحج إذ كان التاجر يهربهن وهن يلبسن النقاب، فلا يُعرفن إذ يُظن أنهن حرائر، فيبعن لاحقًا.
اعتمد على العديد من الوثائق البريطانية التي سجلت حالات فرار، وقصصهم، وأن المنع الرسمي للعبيد في السعودية كان بقرار رسمي من الملك فيصل سنة ١٩٦٢، وبشكل عام استمر العبيد في الوجود في الخليج وإيران بداية القرن العشرين، حتى السبعينات في بعضها.
ومما ساهم بالقضاء على طبقة العبيد أن اليابانيين أنتجوا اللؤلؤ بغزارة، فانهار سوق اللؤلؤ في الخليج، ونقلت أنواع من التمور للزراعة في الولايات المتحدة مما ضيق على أسواق التمر، حتى الضغوط البريطانية في هذا، فضلًا عن الحرب الباردة ولمز عبد الناصر لدول الخليج بوجود عبيد بينهم-مصر كانت تعرضت للاحتلال الفرنسي ١٧٩٨ وكان إلغاء العبيد فيها بتأثير أوروبي-مرورًا برغبة دول الخليج الانضمام إلى عصبة الأمم التي اشترطت إلغاء العبيد.
يتعرض للتمازج الذي حدث وتأثيره في الموسيقى واللغة فالعديد من الكلمات كان مصدرها هذه الطبقة، وموقف الفقهاء الذي ظل حتى مرحلة متأخرة يدافع عن وجود تلك الطبقة، وأن مصدر الفتاوى في تحرير هذه الطبقة جاء من جهة محمد عبده وتلميذه محمد رشيد رضا، الذي أفتى بانتهاء مشروعية بيع وشراء العبيد.