أخطاء مختلفة!

العديد من الأقوال التي توصف بالاجتهاد وأنها سائغة، ما هي إلا لاعتبار قائلها عند من قيّم كلامه، فكم من امرئ تجد عليه حملة مسعورة وفي باطنها يختبئ جوهر الخلاف في الانتماء الحزبي، أو مدحًا وتمجيدًا، وما هو إلا مدح لانتمائه، فالمقالة نفسها تبلع ويغضى عنها متى كان قائلها قدّم للجماعة، وله مكانة بين أبنائها.

فكم من شخص حتى في مخالفته جرى اعتبار كثرة أتباعه ومتابعيه، دون قرب قوله أو بعده عن الحق، وبهذا تضحي المسأئل بلا ضابط سوى أنّ هذا منّا فيسوغ منه وهذا ليس منّا، وهكذا، خذ على سبيل المثال ذلك الجمع الغفير من (الدكاترة) الذين صفقوا لبسام جرار، واعتبروه شيخ التفسير، وألحوا على أذهان طلابهم لابتلاع كلماته، حينًا من الدهر، قبل أن تبعثرها الأيام، لو حذفت قوالب مثل: “قدّم للدعوة، ابتلي في سبيل الدعوة، من الرعيل الأول”!

وهي كلمات لا وزن لها في التقييم العلمي، كان في كلامهم فضح لأهليتهم في زعم التخصص في الجانب الشرعي، على أقل تقدير، حتى من خالفه بحياء العذراء عند النظرة (الشرعية) حينها ما الذي كان يراعيه؟ في حين لو كان من غيرهم، وتحديدًا في انتماء مخالف، لقيل فيه وقيل، هذا يشمل عشرات الشخصيات اليوم، بحيث تضحي المسائل التي يسمونها بالعلم، مجرد تعبير عن الانتماء للقبيلة الثقافية التي سميت غلطًا بالحزب، فلا هي بالحزب بمعناه السياسي، ولا هي بالتجمع العلمي، بل منزلة بين المنزلتين، كالقبلية الكبيرة، يتناصرون بينهم، لقرب الانتماء.