زملاء المهنة يحتفلون، ما علاقة الشعب؟
تتعجب من الكلام المكرر كل عام كأن شيخ الأزهر قام بما يستبعد عنه، أو يستغرب منه، إنه وباقي زملاء المهنة البابا فرنسيس وتواضروس، يتبادلون التهاني لا أكثر، في ظل وضع هجين يضمن لهؤلاء الزملاء أن يعيشوا بأموال الدولة ولن يضطروا لإعارة أسماعهم لفوائد إعداد أرجل الدجاج.
الوضع الهجين المعاش أن يتم الحديث عن المواطنة وفي الوقت نفسه تبقى مؤسسات دينية رسمية تابعة للدولة، ثم يأتي من يظن أنَّ بمقدور هذه المؤسسة معارضة المشغّل! فتضطر المؤسسة الدينية لمجاراة مفهوم المواطنة بعدم التفريق على أساس الدين، رغم أنه أجنبي عنها، والجميع يعلم أنَّ أي دين سيفرق على أسس دينية، هذا ما حدث في التاريخ الإسلامي والنصراني يعني ليس سرًا ولا اكتشافًا بقطع النظر عن درجات التمييز وحدّتها.
مفهوم المواطنة في الدول العلمانية غير الهجينة يعني أن فلانًا فرنسي مثلًا بغض النظر هل هو كاثوليكي-بروتستنتي-ملحد، يبقى مواطنًا بالحقوق نفسها، لن يعتدى عليه أو يحاكم لأي قناعات دينية، عندنا الوضع مختلف، مثلًا شيخ الأزهر يهنئ المسيحيين ويظن بأنه بذلك حقق مفهوم المواطنة، وفي الوقت نفسه يحسب أن من حقه مهاجمة من يحرمون الاحتفال معهم، مع أن مفهوم المواطنة لا يمت للقناعة الدينية بصلة، فيحق للمواطن أن يحرم الأعياد هذا ليس من شأن مؤسسات الدولة ولا ما ترعاه الدولة، ولا يفترض في وضع غير هجين أن من حق جهة في الدولة أن تملي على الناس قناعاتها، وضع هجين، فمتوقع أن تجد هذا.