نحو ضبط الدرس المعرفي

منظومة القُصاص، التي يختلط فيها الجد بالهزل، بعمليات استحضار أي شيء يعن للقائل، وتطفح أشعار، وحكايات، وذكرت جدتي، وعلى ما قيل، وقد روي، أكبر معيق للمعرفة الجادة، كأن أصحابها لا يستحضرون الزمن، وضرورة إخراج مؤهلين في مدّة محددة، هذه الطريقة لم تتوقف عن الانتشار بين مدرّسين نظاميين، حتى الدراسات العليا، إلى درجة أنك لو حذفت الخروج عن الموضوع، يصبح تدريس المادة ثانويًا بجانب الهذر المطروح في الدروس.

وهذا يظهر ضرورة المراقبة، والإشراف، وأن غياب الرقابة كما يفسد السياسيين، كذلك يفعل بغيرهم، حتى يتحول انفراد المدرّس فرصة لبناء أمجاده، وحياكة أساطير بطولاته، واستعراض محفوظاته، بجانب ذهاب الأعمار، حتى إذا انقضت السنون، اكتشف الطلاب أنهم ما حصلّوا شيئًا ذا بال، ولا يقدرون على مجاراة أقرانهم ممن تلقّوا تعليمًا جادًا ذاتيًا بجانب الحضرة التي كانوا فيها باسم العلم والتعلم!