أرسل لي أحد الأصدقاء مقطعًا بزعم أن فيه فائدة غير مسبوقة، كان المتحدث يذكر معنى: (يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه) ويستشكل فيه أمرًا فيقول: هو أمرنا بالصلاة، فلم نحن لا نصلي؟ فلا نقول: اللهم نحن نصلي عليه، بل نقول اللهم صلِّ [أنت] عليه؟ ويزعم أننا بهذه الصيغة لم نكن حققنا أمره لنا بصلاتنا عليه، بل طلبنا أن يصلي هو عليه، قال: وذلك لأننا لا نوفيه قدْره! ولذا نطلب منه أن يصلي هو عليه!!
هذه الفائدة المزعومة مبتكرة، وتزعم الخروج عن تحقيق الأمر! ويغفل قائلها أن في القرآن: (وصلِّ عليهم إن صلاتك سكَن لهم) فها هو قد أمر النبي بالصلاة علينا، وفي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أتاه الرجل بالصدقة، يقول: اللهم صلّ على آل فلان، فعلى هذا لم ينفذ ما أمره به، لأنه لا يوفيهم قدرهم!
ومثل هذه الفوائد المزعومة، تكثر بين القُصّاص، غرضها الإبهار، لا التحقيق.