لم يكرر الإسلاميون الفشل السياسي؟

أول ما يلاحظ أنهم لا يتعاملون مع مفاهيم مثل المعارضة، الثورة، أو عموم الممارسة السياسية على أنها علم، بل ردات فعل تصلح لخطاب الجماهير وتوظيفيها، ورفع شعبيتهم بينها، “ترند” كما هو شأن أي صيحة على وسائل التواصل الاجتماعي، خطبة تحريضية، يكون وقودها: الأدب، الأناشيد، القصائد، كتب التصبير، بعض المسائل الفقهية، الإصدارات المرئية والمسموعة، دون التنظير السياسي.

وما أن ينتهي الترند، أو ما سمي بالتعليق السياسي: وهو الأشبه بحفلة هجاء لفظية، وأحيانًا ببرامج الترفيه السياسي، وعلى رغم تضحيات الشعوب التي لا تكاد تحصى، هل يرجعون كل مدة لتقييم خطواتهم السياسية؟ تقييم للتوقيت، التحالفات، الرموز، سقف الطموح السياسي، تسمية الأخطاء، الشعارات المطروحة؟

بعد كل كارثة يتحول الأمر إلى جملة مكررة: ليس هذا وقت النزاع، ولا النقد الداخلي حتى لا تشمت الأعداء، وتعود الدوّامة إلى تصوير المآسي، التضحيات، أشعار ونثر في الرثاء، والتصبير، ثم إن طالت أكثر ينسحب العديد منهم ليعود كأنه لم يكن له بال في المسألة، كأنه لم يقل كلمة، لم يصدر وعودًا، ولا حث غيره على شيء، لا يطالب بشيء، ولا يتحمل ضريبة شيء، يرجع إلى نقاش التوسل، الشيعة، مناظرات الأديان، ونحو ذلك، باعتبار أن رمزيته السياسية السابقة مكتسبة لا من كفاءته السياسية، بل من قدرته على قراءة المخطوطات!