رأي مولود السريري في المذهب الحنفي:
“من معالم المذهب الحنفي: الاعتماد على التأويل والعمل به بدون موجب شرعي أو عقلي على ما يظهر، وإنما أقدموا عليه لتسلم لهم أقوال أئمتهم الفقهية من السقوط لصدها ومخالفتها لتلك النصوص الشرعية التي يتأولونها، ويصرفونها عن ظاهرها.
وهذا أمر عجيب إذ كيف تفسر النصوص الشرعية على مقتضى أقوال أئمتهم الفقهية وآرائهم التي لم تؤسس إلا على الظن، والواجب الذي لا يختلف فيه عاقلان هو أن تصحح آراء الأئمة على مقتضى النصوص الشرعية، إذ الأصول هي التي تصحح عليها الفروع، وليست الفروع هي التي تصحح عليها الأصول، وهذا أمر بدهي، حتى أن ذكره من الهذر، ومن نافلة الكلام.
إلا أن الحنفية على ما يظهر لم يلتفتوا إلى هذا الأمر البدهي إذ صاروا على عكسه تمامًا”
(تجديد علم أصول الفقه، مولود السريري، دار الكتب العلمية، بيروت-لبنان، الطبعة الثانية، ص149.)