أحد البرامج التي يمكن وصفها بـ"الدعائية" لإثبات كائنات ذكية خارج كوكب الأرض، وارتباطهم بما عُرف بـ"الأطباق الطائرة"، يعتمد البرنامج على رصد العديد من المشاهدات لما يفترض أنه مركبات فضائية، في مختلف دول العالم، وتحليل ما زعمه شهود عيان لتلك الظاهرة، وبعض هؤلاء الشهود أذيع ما سجلته لهم الشرطة على سبيل المثال وهم لا يعرفون، ليظهر صدقهم فيما قالوه، في حديثهم الخاص بينهم وبين من يعرفونه ويثقون به.
إضافة إلى كثافة الاعتماد على شهود جرى التركيز على ما تم نشره من ٣ تسجيلات للجيش الأمريكي، لبعض الظواهر الغريبة لأجسام سريعة الحركة، فضلًا عن شهادة بعض العسكريين أو من ينقل عن بعضهم في هذا، من الحضور كان سيناتور أمريكي يعتقد بأن الحكومات في العالم تخفي شيئًا.
ويتلخص جمع هذه المادة ليقولوا بأن هناك تكتمًا على هذا لحرص الحكومة الأمريكية على احتكار التقنية، وربطها بالتطوير العسكري، وهذا بنظرهم سبب عدم وجود رصد عالي الدقة للأطباق تلك، إذ يفسروه بقدرة الحكومة على حذف السجلات وإتلاف أي أدلة! ويمنعون العلماء من بحثه إلا علماء القطاع العسكري والبرامج السرية.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل امتد إلى اعتقاد أنه تم التواصل مع تلك الكائنات، التي لم يخفق منتجو البرنامج في تصويرها وفق الصورة النمطية التي نشاهدها في الأفلام، ويظهر هذا البرنامج ما قيل قديمًا: عقول الناس على قدر زمانهم، كذلك أمزجتهم، وأفكارهم، وادعاءاتهم.
الأجواء التي سادت في القرن ٢٠ من الحرب الباردة وخوف الناس من التقنية تحديدًا، الرغبة بوجود من يهتم بنا خارج الكوكب وأنه قد يتدخل لإنقاذنا: وقد تكرر طرحها في البرنامج، محاكاة الناس لبعضهم، وربط حدث غير مفسر بسلسلة أحداث أخرى باعتقاد سابق أنها كلها تتبع بعضها، كانت أساسية في الدعاية.
إنه لأمر لافت أن تتكرر شهادات من مختلف دول العالم، يستصحب فيها المزاج العصري: وجود كائنات تفوقنا تقنيًا، في حين كانت الشهادات قديمًا تندرج في معتقدات أزمنة مختلفة، كلقاءات المهدي، أو الخضر، أو قصص خارقة أخرى، دون استصحاب لفكرة التقنية المعاصرة.