الصوفية والتبرك

عند أي حد يمكن للمتصوفة أن يقولوا هنا نقف في موضوع التبرك؟ ليس هناك فرامل، فبعد القبور والمناطق التي يعتقدون أن صالحًا لمسها، انهمكوا في أمر آخر، وهو شكل حذاء النبي صلى الله عليه وسلم.

فبعد جهود جرى رسم شكل قالب لحذاء يفترض أنه شكل لحذاء النبي، وألفوا في هذا كتبًا، رسموه ووزعوه كتعويذة، ويقال فيه:

“يا من بمثال نعلِ طه عاذا *** لا تخشَ إذًا من العدا استحواذا” [١]

وصاروا يطبعون صورًا له مصغرة يضعونها على رؤوسهم، لشكل مصغر لنموذج يفترض أن يعكس مثال الحذاء، ومن يستهجن ذا يخشون عليه من الكفر كونه لا يحب نمرة رجل الحبيب التي ادعوها.

————— [١] فتح المتعال في مدح النعال، أحمد بن محمد التلمساني، تحقيق: علي عبد الوهاب، عبد المنعم فرج درويش، دار القاضي عياض للتراث، القاهرة، الطبعة الأولى: 1997م، ص283.