دانيل ريغمايدن

كان مزوّرًا، وقرصانًا إلكترونيا، اعتقل سنة ٢٠٠٨ بتهم تتعلق بتزوير العائدات الضريبية بأسماء أشخاص متوفين، وجهت له الحكومة اتهامات باختلاس ٤ مليون دولار، وجرى تعقبه عن طريق تحديد مكانه عبر تتبع مزود الانترنت الذي استعمله.

هذا الرجل رفض المحامي الذي عينته له المحكمة، وتولى الدفاع عن نفسه، كان يُتوقع أن يعاقب لأجلها ٢٠ سنة، ولكنه في سجنه فكّر في الطريقة التي تم تحديد مكانه بها، فالحكومة الأمريكية ذكرت أنها تتبعته عن طريق أبراج الهواتف، لكنه لم يصدّق ادعاء الحكومة، إذ لم يكن يمكن تحديد مكانه بتلك الدقة بالوسيلة المذكورة.

ومع قراءته للملفات التي طلبها، عثر على خيط دقيق، عبارة عن زلة لسان لأحد أفراد الشرطة ذكر فيها كلمة (ستنغري)، بدأ يبحث أكثر حول هذه الكلمة، واستعان بمحامٍ كلفه بالبحث على الشبكة، وهو في السجن حول هذه الكلمة، ومعلومة تتلو أخرى اكتشف أن هذه الكلمة كانت لجهاز سري للتنصت على الهواتف، يلتقط كل الهواتف المحيطة، وتتصل الأجهزة به بدلًا عن أبراج الهاتف.

وهذا يعني اختراق خصوصية الناس ممن لا علاقة لهم بالتحقيق، وإن كان هو اعتقل بطريقة غير قانونية لم يكن لهم أن يحاكموه بما بني عليها، أحدث اكتشافه ضجة بعد أن نشرت أخباره تقارير صحفية، وحقق ما لم يفعله آلاف المحامين قبله! وكشف للناس أن خصوصيتهم مخترقة، هذه الضجة دفعت الحكومة إلى عقد صفقة معه بالاكتفاء بالمدة وخروجه حرًا بعد اعترافه بالذنب، وذلك لتجنب حصوله على قرار قضائي يمنعهم من استعمال الجهاز في قضايا تالية، وهكذا لم يقضِ العقوبة التي حسب أنه سيقضيها، يعمل الآن مع مؤسسة للحقوق الاجتماعية.