هناك مقطع لعلي جمعة، تخاطبه فتاة صغيرة فتقول: أحبك، فقال لها: me too، وبدت لا تفهمه، فقال لها: يعني وأنا كمان.

هذا المقطع نموذجي لطريقة سلوك مشيخية عامة، على سبيل المثال: قديمًا كانت علوم الفلسفة قد نقلت عن طريق الترجمة، وهناك احتمال كبير بوصولها قبل ذلك عبر الاحتكاك مع القساوسة النصارى الذين استعانوا بها لنصرة مقالاتهم الدينية، هذه الترجمات شكلت: me too الخاصة بهم، فكل فرقة كان شيخها مستعدًا لإبهارك بشيء لا تعلمه، لتسلم بمرجعيته في المعرفة: هذا المحمول فأين الموضوع، هذه سفسطة، لا يا أخي الجوهر يحمل العرض، وهكذا.

عملية الإبهار كانت متعددة، في الفقه بضرب مسائل معقدة صعبة، أو بالنحو، أو وجوه البلاغة، في العديد من النقاشات كان يجري طرح سؤال كاستخراج وجوه البديع، أو توزيع تركة في مسألة فرضية، أو وجه البلاغة في موضع، مع مرونة في الخيارات تسمح للشيخ دومًا أن يخطئك، لتقف مذهولًا، ويحشي لك بعدها ما يعني بكلامه، فتصبح العملية علاقة بين أستاذ وتلميذ، لا حوارًا رأسًا لرأس، الإبهار عملية مهمة، لفهم سلطة الشيخ وتأثيره.