بين الحب والسياسة!

مهما انتقدت القيادات السياسية، إلا أنه لا يمكن التشكيك بمشاعرهم نحو الشعب، لنتفق: لا يُقبل هذا، فهم يكنون للشعب كل حب ومودة، لا أحد يكره دجاجة تبيض له ذهبًا، صديقي! حتى وهو في قسوته يحبهم، لن يكون قياديًا لو ذهبوا جميعًا! الإشكال أن هذه المسلَّمة هي التي تدور حولها تصريحاتهم، لا أعرف من هو الأحمق الذي يشك في هذا، وعلى درب العشاق يملأون الإعلام بتصريحاتهم حول نور عيونهم، والتربّع في قلوبهم، وأننا الحب الأول، بعد الله بطبيعة الحال للحفاظ على الإيمان مصونًا.

موسوليني قال مرة بأن الشعوب كالنساء تحب من يتغزل بها، الزعيم الفاشي كشف أنه يتعامل مع شعبه كالحريم، ولعله أصاب في قضية تمس وعي الشعوب، فكلمته تكشف الفرق بين شعوب تعتبر أن من مسؤوليات القائد أن يروي جفاف عواطفهم، وأخرى ترى أن الأمر لا علاقة له بمسلسلات العشق، والعواطف، بل بتحقيق مطالبهم ومصالحهم فحسب! تلك التي لا تعرف إلا لغة الأرقام، لا الصور الأدبية، والرومنسية الفنية.