هناك سلوك بعيد عن التحقيق، يقع فيه العديد من الباحثين بدعوى الموضوعية، وهو أنه إن أراد الكتابة عن مقالة أو فرقة، رجع إلى كتب أصحابها، وردد كلامهم فما ادعوه لأنفسهم، أثبته، وما نفوه نفاه، وهذا يوقع الباحث بزلة ترديد الدعاية، والباحث الحقيقي هو الذي ينخّل كتب الفرق ما بين دعاية وما عليه شواهد وأدلة، وما يسمح به السقف التاريخي، فيعتبرها شهادة تحتاج إلى فحص وتدقيق، لا أن نهايته ترديد ما زعموه لأنفسهم وما نافحوا به عن دعوتهم.