خفة يد
مع كل أزمة سياسية واقتصادية كخفة يد، يبحث العديد من السياسيين عن عنصر إلهاء، واحدة من أركان خفة اليد أن تجذب الجمهور نحو حركة أو موضع ثانوي تلهيهم به عن حجر الزاوية في الخدعة، هنا وجدوا بغيتهم، الأضرحة، القبور، المقامات، المزارات، الأضرحة.
سنعيد فتح أضرحة آل البيت، الأموات يعيشون معنا، إنهم يدركون من يزورهم، فلنتحاور للصباح حول هذا، وفي موضع آخر تجري الكوارث السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فلنتجنب الحديث فيها.
إنه لأمر لافت أن يتم التنصل من المسؤوليات بإلقائها على الآخرين، كان يقال التدخل الخارجي، الإرهاب، الوضع السابق، اليوم غلاء الأسعار: ما رأيكم بالتوجه إلى آل البيت، لماذا؟ قد يساهمون بالتوسط في تحقيق مطالب الأمن والاقتصاد!
إنهم يقصدون ما ثبت نجاحه! لا الوزارات التي ثبت فشلها، إلى الحسين الذي لم يتحقق مطلبه وهو حيّ على يزيد؟ عليّ الذي لم يسيطر في حياته على الشام، رغم قصده إياها، وشخصيات كثيرة قيل بأنهم دراويش وأولياء، وأخرون أكبر منجزاتهم أنهم من النسل الشريف، شخصيات لم تحقق لنفسها ما أرادت في حياتها، ويدعى لها المظلومية، والفقر والسحق.
لكنها تحولت بعد موتها إلى محققة لأماني الآخرين بعد قرون، بمجرد زيارة وتمسح ودعاء، وعمولة في جيب خادم الجناب الشريف! صبّح على الولي بدرهم، بأي شيء، صنعة مدرّة في إطار تعميم للهلوسة الجماعية، أما الفكر السياسي فليذهب إلى الجحيم، سنتناقش في الولاية التكوينية، وخطاب الأولياء الذين نفترض أنهم دفنوا في هذا الموضع قبل ألف عام! أتحبهم؟ أم تبغضهم، هكذا تتفرغ النقمة على الأوضاع السائدة، وبطبيعة الحال كان يجري تخويف الناس من بلدان الجوار وحالها: العراق نموذجًا، لكن يتضح أن العراق بمراقدها الكثيرة تضحي الخطة البديلة في طوق النجاة، والرفاه بالمراقد والأضرحة المتنوعة.