ماذا لو كان أهل أوكرانيا مسلمين؟

أقرأ بازدياد كل حين بأن هذا الحرب الروسية/الأوكرانية فضحت نفاق القيم الغربية حين يتعلق الأمر بالإسلام، وأنهم لو كانوا مسلمين ما حركوا ساكنًا، ونحو ذلك، وأقول في ذهني هل ذاكرة الناس قصيرة إلى هذا الحد؟!

المسألة تتعلق بمصالح الدول الكبرى وهي تعتبر أوكرانيا بوابة بوتين إلى أوروبا، والدول التي تدعم أوكرانيا تدعم مصالحها، لا [مبادئها] وقد دعمت مصالحها دومًا حتى لو كان المدعومون مسلمين، ألم تقاطع الولايات المتحدة وحلفاؤها الألعاب الأولمبية صيف ١٩٨٠، التي أقيمت في موسكو احتجاجًا على دماء المسلمين في أفغانستان؟

ألم تدعمهم الدول الغربية وتدعو للتطوع في صفوفهم حينها؟ وتسميهم الولايات المتحدة (بمقاتلي الحرية) بل كان التجنيد للتطوع حتى في الولايات المتحدة، وحسابات الدعم منتشرة في الدول الغربية، وكانت مارغريت تاتشر تمدح الإسلام وتعقد المؤتمرات في كونه بديل الشيوعية الملحدة! ويدعو بريغينسكي أن يكون الله معهم، من كارتر، حتى ريغان الذي استقبلهم في البيت الأبيض، وكان الكونغرس يخصص ميزانية للدعم، فضلًا عن تزويدهم بعتاد ستينغر؟

كذلك تدخل الناتو ضد الصرب في البوسنة في التسعينات، فالحكاية متى يكون هناك مصالح، أما أن يتم تفسير الأمر بنفرتهم عن الإسلام فهو يشوه إحداثيات التحليل السياسي، ويحوله إلى دروشة!