“فوجئ الألمان في أثناء تقدمهم نحو مملكة يوغوسلافيا في ربيع عام ١٩٤١ بحفاوة الاستقبال الذي تلقوه من قسم كبير من السكان المسلمين”[١] وقد “أشار فيدريوتي-ضابط الاتصال بوزارة الخارجية في الجيش الثاني الغازي-إلى أن الزعماء المسلمين في سراييڤو أمروا أتباعهم بتزيين الشوارع بالرايات، تعبيرًا عن ابتهاجهم بالغزو الألماني”[١].

“وبعد أيام وبمناسبة ذكرى ميلاد هتلر، أقام الزعماء المسلمون مسيرات حاشدة، واحتفالات في المساجد، دعيت إليها السلطات العسكرية الألمانية”[١]، لاحقًا في ١٩٤٣ “أمرت قيادة الجيش الألماني جنودها فورًا بالتعامل مع المسلمين بوصفهم حلفاء، مع تشجيعهم أعني: الجنود، على التصرف بلا رحمة تجاه بقية السكان”[٢].

وفي أواخر مارس ١٩٤٣ “أرسلت وحدات الحماية أمين الحسيني الذي كان منخرطًا بقوة في البروباغندا والأعمال الاستشارية لصالح وحدات الحماية”[٣] “خطط ضباط مكتب وحدات الحماية الرئيسي للجولة بأدق التفاصيل، وأعدوا لها المفتي جيدًا وبالطبع كان دوره المحدد له مجرد دور تمثيلي” [٣]

“التقى المفتي في سراييڤو زعماء المسلمين، ووجهائهم من جميع أنحاء البوسنة والهرسك”[٤] “كان خطابه الإسلامي الجامع هو عين ما رغب الألمان في سماعه، ولا عجب أن يوجز المفتي بعد ذلك في تقريره للألمان قائلًا: إن الإسلام يحارب البلشفية، والمسلمون يوقنون دون ذرة شك أن مصيرهم مرتبط بمصير ألمانيا والمحور، وأنه لا يتهددهم إلا الصرب، والشيوعيون، والحلفاء”[٥].

——— [١] في سبيل الله والفوهرر؛ النازيون والإسلام في الحرب العالمية الثانية، ديڤيد معتدل، ترجمة: محمد صلاح علي، مدارات للأبحاث والنشر، القاهرة، الطبعة الأولى: ٢٠٢١هـ، ص٢٤١. [٢] المصدر نفسه، ص٢٥١. [٣] المصدر نفسه، ص٢٥٣. [٤] المصدر نفسه، ص٢٥٥. [٥] المصدر نفسه، ص٢٥٦.