“تدريجيًّا أسست موسكو إدارة دينية شاملة لرعاياها المسلمين، تمركزت حول ما سمي الإدارات الروحية، وكانت أولى هذه الإدارات المركزية في أوفا برئاسة رسولوف.

وفي أكتوبر/تشرين الأول من عام ١٩٤٣، تأسست إدارة روحية في مؤتمر إسلامي في طشقند لصالح مسلمي آسيا الوسطى وكازاخستان، برئاسة المفتي المبجل ذي الاثنين والثمانين عامًا إيشون بابا خان.

وفي العام التالي أسس الكرملين إدارة روحية أخرى لصالح السنة، في شمال القوقاز في مدينة بويناكسك برئاسة المفتي خضري غيبيكوف، وأخرى للشيعة في أذربيجان برئاسة شيخ الإسلام آخوند آغا علي زاده، الذي درس الفقه الشيعي في كربلاء والنجف في تسعينات القرن التاسع عشر.

في مؤتمر انعقد في باكو في مايو/أيار من عام ١٩٤٤، أرسلوا رسالة تأييد لستالين خاطبوه بها بوصفه (رأس الحكومة السوڤيتية الحكيم، والمرسل من الله) وادَّعوا أن (الله سينير بإذنه طريق النصر لمحاربينا، وسيعينهم على كنس الوسخ الفاشي من الأرض كلها إلى الأبد).

ومن المثير للسخرية أن رسولوف وغيبيكوف وبابا خان وعلي زاده جميعهم قد تعرضوا للاعتقال أو النفي أو كليهما، قبل أن يقرر ستالين توظيفهم لحساب مجهوده الحربي”

(في سبيل الله والفوهرر؛ النازيون والإسلام في الحرب العالمية الثانية، ديڤيد معتدل، ترجمة: محمد صلاح علي، مدارات للأبحاث والنشر، القاهرة، الطبعة الأولى: ٢٠٢١هـ، ص٢٣٨.)