إن التفكير بربط الفعل أو القول بالنتائج مهم في التفكير السياسي حتى على صعيد المحاكمة للمقالات والوعود السياسية، ففي بلد مثلًا يعيش أكثره فقيرًا، ثم يخرج سياسي ويقول إنه مع حرية إطلاق الجرائد، وتملك المصانع، فإن الشعب الفقير سيعلم بأن الكلام لا يوجه إليه، إذ إنه لا يملك المال لشراء الجرائد فضلًا عن تملكها هي والمصانع، فالنتيجة العملية في قول السياسي كانت أساسية في فهمه، وتقييمه.

وكما يوجد في صف كل فئة أمراض سياسية، كذلك يوجد في الخصوم، فقد يوجد في الخصوم من يشرح بطريقة متبجحة أنهم يسيطرون على العالم، أو أنهم وحدوا العالم معهم، ونحو ذلك مما لا يثبت من ناحية واقعية، في قراءة التأثير، فهذا الطرف قد يخدم طرف الأمراض السياسية في الطرف المقابل من خصومه، فيحسب أن خصمه أكبر من حجمه، ويحتج على ذلك بمقالات من أطراف تدور حول الانتفاخ، وركوب موجة المؤامرة، ونحو ذلك، وهذا من آفات عدم ربط المقالات بالتأثير في الواقع.