نقاشات القرون الوسطى، هل يقرأ في وقت العمل؟

تابعت طرفًا من النقاش الذي أثاره إبراهيم عيسى في الحديث عن القراءة في العمل بأنها ينبغي أن تكون في التخصص نفسه، لا القرآن، ورد الأزهري عليه الذي قال بأنه إذا تعارض، وإن لم يتعارض، إلى آخره.

الذي لمسته من كل هذا، ذلك التأمل الذي يعود إلى القرون الوسطى من أطراف النقاش، بالابتعاد عن تصوّر آلية الاستثمار الرأسمالي القائم اليوم، فالموظف متى قصر في عمله فهناك شبح فائض العاطلين عن العمل: ممن يهددون وظيفته، فهو ليس مثل [المملوك/ في القرون الوسطى الذي متى أهمل: وباعه الرحل سيخسر فيه/وهي نقطة كانت لصالح المملوك].

والرأسمالي إن تمسك برجل لا يرضي الزبائن: سيزيد أسهم منافسيه في السوق وبالتالي يخسر، الآلة الرأسمالية للربح هي التي تحدد أغلب أخلاقيات العمل، على سبيل المثال: لطافة مندوب التسويق الذي يتحدث معك، ليست تابعة لمنظومة أخلاقية، بقدر استعمال آليات التأثير والإغواء المرتبطة فحسب بنتيجة بيع المنتج، هذا الغرض من كل هذا، خطابه لك باسم: أستاذ، ابتسامته اللطيفة، وغالبًا ما تكون موظفة [من باب استثمار نظريات فرويد في التسويق]، مرتبطة بالنتيجة الربحية.

وهنا الأبحاث والإحصائيات تساعد في تكوين صورة عن خيارات الرأسمالي، فأمام كل هذا يأتي إبراهيم عيسى ليظهر للمستهلك أن أمثاله صمام أمان الجودة، ويأتي من يرد عليه بأن عنده ٤ أطنان من التفصيلات الفقهية التي تضمن الجودة، في حين أن الواقع يدور حول التنافس المحموم، الذي يقضي على الخاسر، ويدفع نحو تحسين الخدمات، من باب التنافس الربحي، وتحديد ما هو مطلوب من الموظفين، وما يجري إغضاء الطرف عنه، في إطار الاقتصاد، لا تفصيلات التأمل تلك، والجدال حولها.