تستطيع أن تفخر بالنظرية النسبية للصباح وتجادل عنها، لكن حين تقول إنها ليست لآينشتاين، بل تعود لأحد العارفين في القرن الثاني للهجرة تقع بمأزق ثبوت ذلك تاريخيًا.

المثال صورة ساخرة لكنها واقعية للعديد من الفرق الإسلامية، حيث أسيلت الأحبار بغزارة في الدفاع عن مجموعة أفكار لو تم تجنّب بحث صحتها فلسفيًا وعلميًا، فإن المأزق الذي يظل يلاحقها ثبوتها التاريخي المتقدّم بأنها أفكار في أصلها: دينية، وليست مدّعاة.

فأفكار الفرق الإسلامية مصبوغة دينيًا، ومتوقع أن تبقى المكابرة واردة، حيث إن انهيارها يعني أن يبيع أصحابها الخيار على الطرقات مزاحمين الباعة المتجولين، ومع صبغتها دينيًا اكتسبت قداسة تحميها من المراجعة، ولكن التاريخ لا يعرف مراعاة المشاعر، وتبقى أسانيدها التاريخية هي المأزق الأكبر أمامها، الأمر شبيه ببوذي يقول: بوذا تحدث عن أضرار فيسبوك، لست حريصًا وقتها عن الحديث عن فوائده!