بل متى كان للمجتهد قولان، فإنهما ينسبان إليه، ولا يشترط معرفة المتأخر من المتقدم.
فالمجتهد متى تحقق فيه الاجتهاد حين قال قوله الأول كان قوله الثاني كما لو أنه مات، وقال آخر بقوله ذلك عن اجتهاد، فالقولان صدرا عن اجتهاد منه، وليس قول المجتهد كالمعصوم ينسخ بعضه بعضًا متى علم التأخر، ويكون الصواب في الأخير، بل قد يكون القول الأخير هو الخطأ، كما قرر ذلك ابن تيمية.
فإن قيل ولكن قولًا منهما خطأ لاستحالة الجمع بينه وبين القول الآخر، قيل: وهذا ينطبق على كلام المجتهدين عمومهم، فلم يصب كلهم الحق في نفسه، ويبقى التصويب والتخطئة، والترجيح ما بين راجح ومرجوح.
مودتي