في الشهرة/والأدب.
بعض الناس إذا سمع نقدًا للألباني أعاد تلك الإسطوانة: تحبون الشهرة! ولا أدري كيف يستسيغ مثل هذه الدعاية بعض المتعصبين له، أليس الألباني حين نقد زهير الشاويش قال: “ما فعل في طبعة (1400هـ) لكتاب الحلال والحرام، للشيخ القرضاوي، فقد طبع تحته زورًا: تخريج المحدث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، وليس لي في هذه الطبعة، ولا غيرها من طبعات هذا الكتاب (الحلال والحرام) ولا حرف واحد” [1] ليظهر “هواه النفسي، وجشعه التجاري”[2].
هذا يعني أن تفخيم اسم الألباني قد يجلب نفعًا لأصحابه، فلم تحسبون أن من يخالفه في مسائل يريد الشهرة، مع أنها مع النفع المادي قد حصلت للمادحين له؟
فهذه التهمة المعلبة، قد تقال لحجب النظر في كل مسألة منتقدة حتى في غير سياق يسمح لها، وهذا يجرنا إلى مسألة [الأدب]، فقد كان هناك كتاب صدر لحبيب الرحمن الأعظمي وهو في 84 من عمره! نقد فيه للألباني (أصاب في بعضه، وأخطأ في بعضه)، هذا الرجل معروف عند دارسي الحديث، حقق مصنف عبد الرزاق، ومسند الحميدي، وسنن سعيد بن منصور، وغيرها من كتب الحديث.
المهم من تصدى للرد على هذا الشيخ الكبير، الذي له مؤلفات كثيرة في تحقيق كتب السنة؟ إنه علي الحلبي وسليم الهلالي، صدر الكتاب ردًا على رجل عمره 84 سنة! تعرفون كم كان عمر علي الحلبي حينها؟ 24 سنة! لا إشكال في العمر، لكن لننظر إلى الطريقة التي يخاطب بهذا ذلك الرجل الذي بلغ من العمر عتيًا، وخدم كتبًا من السنة [بما أنه كل حين يقال يا أخي الطريقة].
فبعد مدح رده بعنوان (الرد العلمي، على حبيب الرحمن الأعظمي) وإعلان (الألباني وأقلام الحاقدين!] والقصة المكررة أن كتاب الأعظمي صدر: “للفت أنظار الطلبة من المؤالفين والمخالفين” [3]، كان ذاك الشاب في 24 من عمره، يسلم للأعظمي بالعلم فيقول: “لا ننكر أن الأعظمي رجل من أهل العلم والوعي” [4]! مع ذلك يعيب على الأعظمي كتابه بقوله: “تتبع الأخطاء وتقصي العيوب… ليس من شيم أهل العلم” [5] في مصنّف تتبع هو فيه ما يرى أنه عيوب للأعظمي!
وهو الذي يسلم أنه من أهل العلم! أتجدون فصامًا أشد من هذا؟
ومن مواضع الأدب يسأل “هل الشيخ يـ…..؟؟"[6] قصده “يكذب” ولكنه كان بالغ الأدب حين وضع النقط بديلًا عن الحروف.
وفي رده يقول: “طلبة العلم ليسوا بانتظار تزكية من لا يفرق بين الفاعل والمفعول، ولا يعرف الكوع من البوع” [7] هذا في سياق الرد على رجل من أهل العلم والوعي! ويستمر: “هذا استغلال رخيص مبتذل لكلمة ذكرها الألباني” [8] “الذي يدفع الأعظمي وأمثاله إلى هذا المسلك هو الحقد والكراهية” [9] “كان أسلوبه حشوًا مخلًا وتكرارًا ظالمًا مملًا” [10] “من هم على شاكلته من المقلدين” [11] “مقدار علم المؤلف بعلم أصول الفقه…يعرفه آحاد الطلبة ولا يخفى على المبتدئين” [12]
هذا الكتاب صدر في حياة الألباني، وعلي الحلبي ملازم له، فاهدأوا قليلًا يا جماعة الشهرة، والأدب!
[1] صفة صلاة النبي، محمد ناصر الدين الألباني، مكتبة المعارف-الرياض، ص6. [2] صفة صلاة النبي، ص3، [3] الرد العلمي على حبيب الرحمن الأعظمي، سليم الهلالي، علي عبد الحميد، المكتبة الإسلامية، عمان-الأردن، ص19. [4] الرد العلمي على حبيب الرحمن الأعظمي، ص34. [5] الرد العلمي على حبيب الرحمن الأعظمي، ص34. [6] الرد العلمي على حبيب الرحمن الأعظمي، ص13. [7] الرد العلمي على حبيب الرحمن الأعظمي، ص29. [8] الرد العلمي على حبيب الرحمن الأعظمي، ص48. [9] الرد العلمي على حبيب الرحمن الأعظمي، ص54. [10] الرد العلمي على حبيب الرحمن الأعظمي، ص55. [11] الرد العلمي على حبيب الرحمن الأعظمي، ص42. [12] الرد العلمي على حبيب الرحمن الأعظمي، ص49.