حركة طالبان تسيطر على أفغانستان.
بعد ٢٠ سنة من الاحتلال، قتل خلالها ما يقرب من ٢٥٠٠ أمريكيًا، وتهافت الجيش الأفغاني المجهز أمام التقدم الساحق لطالبان، يجري الحديث عن ٣٠٠ ألف عسكري، لتبسط طالبان نفوذها على أغلبية مناطق أفغانستان، ويشاهد العالم صورًا مكررة لفيتنام، وكما قيل: التاريخ يعيد نفسه مرة كملهاة، والأخرى كمهزلة.
الصين التي تمتلك حدودًا برية مع أفغانستان أعلنت استعدادها لصداقة طالبان، التي حرصت على إرسال رسائل تطمين للدول المختلفة، ومنها روسيا على أنها لا تشكل تهديدًا لها.
طالبان أضحت أمرًا واقعًا، والصين تفكر بطريقة عملية، والتركة الأفغانية حمل ثقيل، باقتصاد مدمر، وتفكك القطاعات العسكرية: التي إن لم يجر احتواؤها داخل جيش وطني، قد تشكل وقودًا لحرب داخلية، هناك مناطق لا تزال تحتفظ بميراث عدائي قديم مثل بانشير، التي لم تسقط بعد تحت سيطرة طالبان، وهي التي كانت تابعة لأحمد شاه مسعود من عرق الطاجيك وقد عرفت خصومته مع طالبان قديمًا.
الدوبلماسية تعتمد على ضبط الحدود، في حين أن أفغانستان تشكل ٩٠٪ من تصدير الأفيون في العالم، واعتماد قطاع كبير من الشعب الأفغاني على هذه الزراعة، التي تعتمد على التسلل الحدودي بدرجة كبيرة، مع تقارير عن مليون مدمن على الأفيون، ٧٠٪ انتشار أمية، ٣ الآف منتحرة سنويًا، فضلًا عن الجرحى العاجزين عن العمل.
بتنوع عرقي معقد، وانتشار ١٠ لغات في البلد الواحد، وتحالفات قبائلية هشة، واقتصاد مدمر، وتهديد الدول المانحة بقطع الدعم المالي، أمام الحكومة الأفغانية التي ستنشأ صعوبات كبرى أصعب من الحرب العملية.
ويبقى الأمل، مع خالص الدعاء بالخير للشعب الأفغاني.