الشعب الجزائري، ولّاد للمصلحين والمفكرين، والأحرار، والأزمة الحالية التي أشعلتها الحرائق، يتعلق إخماد ألسنتها، بإخماد ألسنة الذين يريدون من حدث مثل هذا استثارة لفئات، واللعب على التناقضات في هذا التوقيت الصعب.

الحرائق تحدث في كل العالم، ويساهم في انتشارها عوامل كثيرة، في ٢٠١٠ دمرت الحرائق ربع إنتاج روسيا من الحبوب، وهددت بثورة خبز في المناطق المعتمدة على استيراد القمح منها، بعد منع موسكو تصدير القمح، في ٢٠١٩-٢٠٢٠ تعرضت أستراليا لتدمير الحياة البرية بالحرائق، وقدّر نفوق أكثر من مليار حيوان فيها، وتعددت التقارير عن تسبب انتشار النيران بفعل طائر الحدأة عبر نقله النيران.

الحرائق الحالية اشتعلت في مناطق عديدة، تركيا، اليونان والجزائر غيرها، وتصدر العالم خبر “احتراق حوض المتوسط” ولا أحسب أن تحويل هذا الحدث الواسع صالحًا ليكون بوابة لأجندة سياسية داخلية، لا مكان لنتائج دون تحقيقات سابقة، لا يوجد جهة إعلامية مخولة بنفسها لإدانة أحد، أو تحميله المسؤولية، لا مجال لاعتبار أي فئة مخولة لتأخذ ما تراه حقها بيدها.

طلبة العلم، كما تعلمون هناك رأس للأولويات، ومن احترق بيته أول همّه، إطفاء الحريق، وبعدها يجري البحث في كثير مما يجب أن يقال، وكبار النفوس من يعضّون على جراحهم، حتى لا يطال الألم غيرهم، وأنتم أعلم وأحرص على أهلكم، وإخوانكم، فالأمل معقود على كل صاحب كلمة، ليري الناس صوت الحكمة، والفقه، والحِلم.