الألباني بين طريقتين [٨]

بالتأكيد إذا تم استثناء مسألة الإيمان، وتقسيمه للكفر إلى عملي واعتقادي وتركيزه على أن الكفر هو الجحود القلبي، مما كرره بعده علي الحلبي وصدرت في حقه فتيا من اللجنة الدائمة بأن هذا إرجاء، وطالت الردود، التي قال فيها الحلبي أن ما وصم بالإرجاء من كلامه إنما هو كلام الألباني فحسب.

لو تم استثناء هذه المسألة تمامًا، لقيل بأننا هنا نتحدث عن رجل له مؤلفات، فيها ما يمدح، وينسب إليه ما فيها من خير حق، ويشكر له جهده وحرصه، لكن تحويل تجمع مخصوص إلى دعوة، والدعوة إلى مفاصل للولاء والبراء، وتكون مجرد اختيارات، بل أحيانًا خصومات، وأخرى زلات، ومن ينقدها نقد السنة، ومن خالف ما قاله الألباني يسارع عليه بانقضاض قطاع تعودوا واستمرأوا توزيع التناصر بينهم في تعصبهم، لكن دون تحرير للمسائل لأنهم لم يجدوا وقتًا لذلك، مثل قول علي الحلبي بأن صفات الله من باب الاشتراك [اللفظي] ويعلم طلبة العقيدة ما في هذا.

فضلًا عن طلبة [المطويات] وخريجي [الأسبوع العلمي لأصول الفقه]! و[ثلاثة أيام في العقيدة السلفية] هنا يقال تمهلوا: نعم لا يقبل الإجحاف والقول بأن الألباني لا فضل له، بل كتبت سابقًا مقالًا بعنوان: من فضل علم محمد ناصر الدين الألباني، نعم بهذا الإطار يقال هذا، لكن أن يحسب امرء أنه يفرض على الخلق كل ذلك على هيئة صندوق، معبأ بالخلافات الشخصية، والداخلية، والأخطاء الصريحة، لينتج بعدها نموذجًا لا مكان فيه لعقل ولا ذكاء ويسميه الدعوة السلفية يقال لهم تمهلوا هنا.

وأن تجد فيهم من لا بضاعة عنده، سوى الأبيات المبتذلة عن نطح الجبل، وباقي التشبيهات المستلة من ذوات الحوافر، التي يمكن أن يجمع منها [قاموس شتائم]، ويحسب أن العقيدة الإسلامية لا تمر إلا من تحت صك مشايخه، يقال له: تمهل عزيزي، الاعتقاد لا يؤخذ منك ولا ممن هو أكبر منك.

والمسألة مفتوحة، ولعلي أتعرض لأمور لاحقًا أخرى أكثر توسعًا.

مودتي 🌹