الألباني بين طريقتين [٧]

عملية التوحد مع الألباني في كل موقف ولو كان ظاهر الخطأ كانت في حياته، وكان يحث تلاميذه على الانتصار إليه في وجه الخصوم، ورغم الكلام التنظيري العام: لا نتعصب لأحد، والعبرة بالدليل، الذي يقوله أي أحد في هذه المجرة العامرة.

على سبيل المثال كلامه في الشأن السياسي العام، من السياسة ترك السياسة، هكذا رأى تلاميذه قاعدته الجوهرية، لكنه كان يتكلم فيها بين وقت وآخر بما يسمح الظرف، ومن ذلك فتياه الشهيرة عن هجرة أهل الضفة في فلسطين وترك الديار بعد أن احتلت، هذه الفتيا التي شنع عليه في حياته، رغم وجود الفلسطينيين في الأردن بكثرة، ويمكنه معرفة الحال منهم، إلا أنه رفض أي تراجع عنها!

بل قدّم الألباني رسالة لأحد تلاميذه وهو أبو مالك محمد إبراهيم شقرة وضعت في تبجيله ووصفه بأعظم الأوصاف، للدفاع عنه بأسلوب بلاغي فحسب، من عينة: يا ناطح الجبل! وهي رسالة [ماذا ينقمون على الألباني] الذي استحضر كلام النووي، وفلان وفلان في وجوب الهجرة من ديار الكفر، علمًا أنه لا أحد ناقشه في المسألة بهذا الإطلاق، إنما نوقش بخصوص تنزيلها على فلسطين المحتلة فقط!

لاحقًا تراجع شقرة عن رسالته، وقال بأن فتيا الألباني [مضحكة] بعد خلافه مع [تلاميذ] الشيخ في الأردن، فقد تمت إزاحته بالتحالف الثلاثي: علي الحلبي، مشهور، الهلالي، ثم أزيح الهلالي [يقال لخلاف مالي] حتى استقر الأمر لجبلي السنة وتأسيس مركز الإمام الألباني.

بعد كل هذا بسنوات: هل كانت صدفة أن تبث إسرائيل مقطعًا لعلي الحلبي، يتحدث فيه عن أهل فلسطين، بأن إسرائيل تطعمهم وتسقيهم وتعطيهم كهرباء، إنهم في عهد معها، لأنها تطعمهم! وهو مقطع مشهور متداول.