الألباني بين طريقتين [٦]

لا إشكال أبدًا بل المطلوب دومًا الاستفادة مما كتبه الألباني وغيره، مع نسبة الفائدة إليه فمن بذل معرفة عرف له الفضل فيها، مع تجاوز الخطأ، ألم يكن يطالب بهذا حتى لمن قرأ كتب الشافعي نفسه!

لكن دومًا هناك فرق بين التنظير والتطبيق، فقد أصبح بعض المتعصبة من أنصاره يتماهون معه حتى في خصوماته الشخصية، ولا زلت أعجب مثلًا من ذلك الشاب السلفي وهو متحمس لتوزيع كتاب [صفة الصلاة] باسم نشر [الدعوة] وفيها المقدمة المشهورة التي يستعرض فيها الألباني خلافه مع الناشر زهير شاويش، ويصفه بأشد الأوصاف، والثاني كما هو معلوم رد عليه وطالت بينهما القضية.

يتم توزيع الكتاب باسم الدعوة السلفية وفيه خلاف شخصي مع رجل، وهذا تكرر كل حين فقد كان هناك خلاف قديم بين الألباني وشعيب الأرنؤوط الذي كان مع والد الألباني بعد أن خرج الألباني من بيته، وتحول الأمر إلى حديث عن أخلاق الأرنؤوط في سلسلة الهدى والنور، التي يتم توزيعها على (طلبة العلم).

هذه الصبغة لم يكن الأمر يحتاج إلى ذكاء لإدراك أنها ستتحول بين الطلبة أنفسهم، فالحلبي سيخالف المدخلي، والمدخلي يخالف فلانًا، وهكذا تتحول الخلافات بينهم إلى حلقات الدروس العلمية، لا يظهر هذا أنه شيء عارض فحسب! بل هو امتداد من تلك الحلقات، حتى الخلافات التي كانت فيها حجج مثل: لا يحسن الصلاة [وفق كتاب صفة الصلاة] كانت تقال على المخالفين في ذلك المجلس.

هذا التوحد مع الشيخ بمشاكله الشخصية، كان آفة حين يقدّم على أنه صندوق الدعوة السلفية، ولا يزال يتكرر كل حين مع تلاميذ لهم خصوماتهم، يوالى ويعادى عليها، مع [سقط سهوًا] فلم يجدوا وقتًا لتحرير مسائل قلدوا فيها الألباني مثل نفي التحسين والتقبيح العقلي، ونحو ذلك.