حول التركة الكلامية

التركة الكلامية للفرَق كانت قريبة من مقطع مثّل بطولته اسبوزيتو في (Breaking bad) حين يفاجئه المحققون بأنهم عثروا على بصماته في موقع جريمة.

وبكل ثقة كان لديه جواب لكل سؤال؛ حجة غياب، حجة علاقته بالضحيّة، وهكذا، حتى اقتنع جمهور المحققين بقصته، ولكن الثغرة بقيت لماذا لم يقل كل هذا قبل استدعائه للتحقيق!

إن السردية الكلامية كذلك كانت تراكمية، عشرات من الحجج التي ساقتها لم تكن قد نشأت دفعة واحدة، كانت تتشكل خلال قرون، لتصنع كل فرقة منها عالمها الذاتي المكتمل بتقديرها، بحيث لا تتصور أنها تحتاج بعدها لتكميله، فصار لدى الأتباع جواب عن كل سؤال أو تشكيك باعتباره [شبهة].

وصار الوصول إلى التحقيق فيها صعبًا بعد أن دفعت بآلاف الصفحات كل قرن تردد مقالاتها، موزعة إياها بين الفروع الفقهية، إلى كتب التفسير، إلى الرواية ونحو ذلك، إن صعوبة البحث في ذلك التاريخ الغائر، هو نفسه ما يُضفي الإثارة عليه!