هناك ما يساعد في كشف المرونة الذهنية عند العديد من الناس: المُلحة، “النكتة” باصطلاح الشعب.

جوته كان له كلمة تقول: “إما أن تحكم أو تستمتع”، وانسداد الأفق أمر عام مهما كانت ميول المرء الفكرية.

فيمكن أن يقفز لك رجل حين تقول: “مر أعرابي…” ليقول لك: العروبة تاج رأسك يا قذر! تعرف حينها أنه قومي: بـ"عبط زيادة".

تقول هناك نكتة روسية فترة الاتحاد السوفيتي: في البيت توجد أنت وزوجتك والرفيق لينين! قد يخرج عليك من يقول: أنت صاحب نفسية برجوازي صغير، رأسمالي متعفن! لم يعرّفك بتعليقه أنه إيدلوجي فذ، إنما (حُقنة) فحسب.

من لا يفرق بين مقام الجدِّ والهزل، يصعب الأخذ والرد معه حتى في الجد.

المهم “النكتة” إما أن تضحك منها أو لا، لا يحتاج الأمر إلى أن تستعرض أسباب سقوط دولة المماليك تعليقًا عليها.

ولو راجع أي رجل كتب (الثقلاء) (أخبار الحمقى) ونحو ذلك لوجد أخبارًا وحكايات مست فقهاء، ومحدثين، ونحويين، بكامل الأريحية من مؤلفيها الذين كانوا وعّاظًا وفقهاء، كانوا يتمتعون بمرونة ذهنية مفقودة اليوم عند العديد من الشباب.