هناك سؤال مكرر دومًا من أنصار الأشعرية رغم أنه يحمل فحوى التقليد، كيف ستقرأون كتبًا كثيرة في التراث حوت علومًا شرعية وأنتم لستم على عقيدة مؤلفيها؟
الجواب سهل، كما قرأ هؤلاء كتب المعتزلة التي قبلهم ولم يكونوا على عقيدة المنزلة بين المنزلتين، والقول في القدر، وإنفاذ الوعيد، بل ما المرحلة التي يمكن وصفها بـ [طلب العلم] لأبي الحسن الأشعري، سوى تلك التي تتلمذ فيها على مشايخه المعتزلة؟ ثم انقلب عليهم.
فما قول قدماء الأشعرية في المعتزلة والقدرية عمومًا؟
وأشهر مسائل خصامهم كانت في القدر، فالأشعري يبدأ من وصفهم بالمجوس! وهي المقارنة المفضلة في كتب الأشعرية اللاحقة!
فهل قال لهم أحد لم يحترموا العلماء؟
أول كتاب كتب في التفسير وصلنا كتاب (مجاز القرآن) لأبي عبيدة، استفاد منه من بعده كالبخاري والطبري، على أن صاحبه كان من الخوارج، واتهم بغير ذلك مثل قول من قال (أبا عبيدة قل بالله آمينا)
دع عنك كتب الرواية التي لا تكاد تخلو من شيعي، وخارجي، وقدري، فهل يلزم من ذلك أن يكون المصنفون على معتقد من يروون عنه؟ فهذا أحمد روى عن عمرو بن عبيد في مسنده، ومعلوم ما بين المعتزلة وأحمد، والشافعي معلوم من لا يتهم عنده، فطريف هذا الإلزام العصري!