كتاب (الدولة المستحيلة) معززًا للمظلومية

لم يتوقف منذ يومين استحضار كتاب (الدولة المستحيلة، إنه أفضل طريق لتسويغ رفض أي مراجعة، لماذا سقطت: لأنه مستحيل أن أبقى! ذلك الذي لا يمكن لوم صاحبه، الذي يصور نفسه كقول الحلاج:

ألقاه في اليم مكتوفًا وقال له***إياك إياك أن تبتل بالماء

في التصور الشيعي القديم كان ذلك حاضرًا، لماذا لا يخرج الإمام (عج) لأن العامة لا يسمحون، ظهوره مستحيل حينها، لكننا نترقب.

إن استحضار ذلك الكتاب، الدولة المستحيلة يظهر وكأن سقوط طرف دومًا لأن خصومه لهم مشكلة مع (سعيه لتلك الدولة المستحيلة) أو مع [دين أصحابها] تحديدًا، في حين أن هذا لا يفسر أصلًا المواقف المعلنة من ذلك الطرف كل حين بأنه لا يريد تلك الدولة أصلًا، ولا يسعى إليها! جل ما يريده دولة ديمقراطية تضمن الحريات= [ليبرالية].

حسن عزيزي إن كانت المقارنة بين دولة حريات، وبين حكم عسكري، فأنت حينها [كما قد يُفهم] ستقف مع الليبرالية لضمان مدنية الدولة، لم إذن تبدأ الحكاية، بسياق ديني، ثم مدنية، ثم العسكر اعتداء على المدنية؟ لم لا تصرح في تنظيرك للناس بأن هذا ما تريده، أنت حين تنشيء خطابًا رافضًا للمدنية، الدستور القانون بحجج دينية. ثم تخاطب الناس باسم المدنية، والقانون والدستور! في الخطاب الأول تستعدي الليبراليين. وفي الثاني تستعدي قواعدك التي أعددتها حتى لا تقفز إلى أحزاب تخالفك!

الخيار السياسي متى كان مستحيلًا [للظروف الدولية لاب لاب] لا يعاب به خصومك، ولا يطالبون به، متى سلمت باستحالته، إذ لا تكليف بالمستحيل،كما لا يدخل في السياسة وهي [فن الممكن].