حول رسالة:(التجريد العقلي وعلاقته بالحس) للدعجاني (٤)

يعتبر الدعجاني من مواضع خلاف مع كانط، في الجانب (الأنطلوجي!) أن كانط “يقرر استحالة إثبات الغيوب (الميتافيزيقا) عن طريق العقل، فالعقل لا يمكنه تجاوز المحسوس في استدلالاته” [١]، وهذه بنظر الدعجاني تتناقض كليا مع أصول المعرفة الإسلامية.

والذي يفهم من هذا أن الدعجاني يريد إثبات، (غيوب) (الميتافيزيقا) بتعبيره، ذلك الغيب ليس بمحسوس! وإلا فلا وجه لاعتراضه على كانط.

هل الغيب إذن غير محسوس؟

يمكن هذا عند ابن سينا، الفارابي، الغزالي، الرازي، لكن الدعجاني مصرّ أنه يصوّر كلام ابن تيمية!

👈يقول ابن تيمية:

“الرسل لم تفرق بين الغيب والشهادة، بأن أحدهما معقول والآخر محسوس، كما ظن ذلك من ظنه من المتفلسفة والجهمية” [٢]، فعند ابن تيمية “الموجود هو ما يمكن الإحساس به”[٣]

لكن لما كان كانط يسلم بوجود إله مثالي غير قابل للحس، وجد أن العقل المحض لا يمكنه إثباته في الخارج= وهذا حق، لأن ذلك الإله مجرد فكرة ذهنية.

فامتعض من هذا الدعجاني وقال له: لا، يمكن ذلك عن طريق العقل! ونحن نسلم لك إسلامية نظريتك في المعرفة.

يمكن أن يقال أي شيء عما يقوله الدعجاني بخصوص كانط، من طرف الذين يقرأون كلامه، ولكن يبقى أبعد شيء عنه أن يقال فيه: إنه يقترب ولو قليلًا مما يطرحه ابن تيمية.

مودتي🌹

————————- [١] التجريد العقلي وعلاقته بالحس، عبد الله بن نافع الدعجاني، مجلة العلوم الإسلامية-العراق، العدد: ٢٥، ص٨٧. [٢] الدرء، ج٩، ص١٥. [٣] الدرء، ج٥، ص١٣١.