حول رسالة:(التجريد العقلي وعلاقته بالحس) للدعجاني (٢)

يصرّح الدعجاني بأنه كانطي في نظرية المعرفة، وقديمًا كابر ورفض أن ينسب لهذا، فقال هنا بلا مواربة:

“لا ريب أن مبدأ كانط في الجمع بين الحس والعقل في البناء المعرفي هو الحق، الذي تتابع عليه نظار المسلمين” [١]

👈كانط في نظرية المعرفة (هو الحق)

فليشرح هذا [الحق] قليلًا، قال:

“العقل يشتمل على مفاهيم قبلية لا زمنية” [٢]

👈قبلية لا زمنية، عند كانط

هذا مما تتابع النظار عليه بنظره، ولا علينا من النظار هنا، فلنأخذ ابن تيمية تحديدًا الذي يحرص على الكلام باسمه، قال ابن تيمية:

👈“التَّقَدُّمَ وَالتَّأَخُّرَ الْمَعْرُوفَ هُوَ التَّقَدُّمُ وَالتَّأَخُّرُ بِالزَّمَانِ، فَإِنَّ قَبْلَ وَبَعْدَ وَمَعَ وَنَحْوَ ذَلِكَ، مَعَانِيهَا لَازِمَةٌ لِلتَّقَدُّمِ وَالتَّأَخُّرِ الزَّمَان” [٣] لازمة= لاحظ 👈وهذا يشمل الذهني عنده، قال: “وَأَمَّا تَقَدُّمُ الْوَاحِدِ عَلَى الِاثْنَيْنِ، فَإِنْ عَنَى بِهِ الْوَاحِدَ الْمُطْلَقَ، فَهَذَا لَا وُجُودَ لَهُ فِي الْخَارِجِ، وَلَكِنْ فِي الذِّهْنِ، وَالذِّهْنُ يَتَصَوَّرُ الْوَاحِدَ الْمُطْلَقَ قَبْلَ الِاثْنَيْنِ الْمُطْلَقِ، فَيَكُونُ مُتَقَدِّمًا فِي التَّصَوُّرِ تَقَدُّمًا زَمَانِيًّا، وَإِنْ لَمْ يَعْنِ بِهِ هَذَا فَلَا تَقَدُّمَ” [٤]

فابن تيمية لا يعترف بقبلية لا زمنية أصلًا! في الذهن أو الخارج، والدعجاني يقول كانط يعبر عن النظار المسلمين، وبعدها يتحدث عن “التشوّه” و"العبث"!

———————————- [١] التجريد العقلي وعلاقته بالحس، عبد الله بن نافع الدعجاني، مجلة العلوم الإسلامية-العراق، العدد: ٢٥، ص٨٧. [٢] المصدر نفسه، ص٨٦. [٣] منهاج السنة، ج١، ص١٧١. [٤] منهاج السنة، ج١، ص١٧١.