الذهبي وابن القيم

الذي يقرأ لهذا الرجل يجده متشبّعًا بما لم يعطَ إلى حد الفظاظة!

خذ مثلًا قوله إن الذهبي من “نفس مدرسة ابن القيم”! هذا كلام بعيد تمامًا عن الواقع، فابن القيم منتصر بشدة لشيخه ابن تيمية، والذهبي نفسه يقول عن ابن تيمية: “إني مخالف له في مسائل أصلية وفرعية”[١].

[أصليّة] لاحظ!

ورغم ثناء الذهبي على علم ابن تيمية إلا أنه شن عليه هجومًا حادًا في رسالته [زغل العلم] وهي غير ما سمي [بالنصيحة الذهبية] وفي الزغل أظهر الذهبي خصومته الحادّة مع ابن تيمية.

وهو ما جرّ إلى العداوة والتراشق بينه وبين ابن القيم، الذي عناه بقوله في [الكافية الشافية]:

“رامي البريء بدائه ومصابهفعل المباهت أوقح الحيوان كمعيّر الناس بالزغل الذيهو ضربه فاعجب لذي البهتان”

فمن الذي جعل كلام الذهبي في ابن القيّم، أولى من العكس! ويأتيك هذا القائل بعدها ليقول من نفس المدرسة، ولا عداوة بينهما! ————————- [١] ثلاث تراجم نفيسة من كتاب ذيل تاريخ الإسلام للذهبي، تحقيق: محمد بن ناصر العجمي، ص٢٦.