يرى الشيخ مصطفى صبري “إسناد جميع الممكنات إلى الله من غير توسط بعضها في حصول بعض” [١] “فلا علّية ولا معلولية بين الأشياء ولا توليد” [٢]

وعليه فالفكر البشري يخلقه الله مباشرة، إرادة الإنسان، حبه، خوفه، نفوره، رضاه، أفكاره، كلها من الله مباشرة، ما كتبه صبري، ليس منه على وجه التوسط، بل من الله مباشرة بلا واسطة فكر ولا يد ولا مداد.

كذلك الإيمان والكفر، كلها من الله بلا توسط إرادة من عبد، ولا روية فكر، فما خلقه الله مباشرة [ما كتبه صبري] يرد على ما خلقه الله مباشرة [إلحاد من ألحد] فعلام يثرب على غيره، ويقرّعه، وكأنه يتوسط في إنتاج أفعاله وأقواله، وعنده أن “العلة الوحيدة في الكائنات هي إرادة الله، لا شيء من التأثير لأي شيء من غيرها في شيء” [٣]

إنه مأزق الجبرية الدينية! ———————————- [١] موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين، مصطفى صبري، دار إحياء التراث العربي، بيروت-لبنان، الطبعة الثانية: ١٤٠١هـ-١٩٨١م، ج٣، ص١٩. [٢] المصدر نفسه، ج٣، ص٢٠. [٣] المصدر نفسه، ج٣، ص٢١.