قال الشيخ مصطفى صبري:

“هل يعقل … أن يكون تفكيره [أي الإنسان] أثر تشكّل المادة في شكل الدماغ؟

هل يعقل ذلك من المادة الجامدة ولو كان بإقدار الله إياها عليه؟ لأن هذا يشبه أن يخلق الله خالقًا غيره يقدر على ما يقدر عليه”[١]

هذا الموضع مفصلي في الخلاف مع هذا التوجه، فمصطفى صبري يزعم بأن الله لا يدخل في قدرته جعل الوعي نتيجة الدماغ، حتى لو أراد ذلك، ويجعل هذا شبيهًا بالقول بأنه يقدر على خلق رب مثله!!

هذا يظهر إلى أي درجة يتخيلون الرب وعيًا وفكرًا!

هذا الرجل يقيم الدنيا على من أوّل المعجزات مثلًا، كانقلاب [ثعبان حي عن عصا] موسى، لكنه يزعم أنه ليس في قدرة الله جعل الدماغ منتجًا للفكر! بحجة أنه لو قيل بهذا لكان في قدرة الله أن يخلق ربًا مثله. أي قوم هؤلاء؟!!

جعل الأعمال في الميزان، تسبيح كل شيء، إشهاد الأيدي والأرجل بعد ختم الأفواه، كلام جهنم: هل من مزيد، عرض الأمانة على السماوات والأرض فأبت وأشفقت، تسبيح الحصا، وغيره كل هذا يسلمه صبري ويشنع على من يخالفه، لكن القول بأن الله يقدر على جعل الدماغ مبدأ للفكر!! فذا لا يدخل في قدرته بدعواه وهو شبيه بخلقه إلهًا مثله!

———————— [١] موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين، مصطفى صبري، دار إحياء التراث العربي، بيروت-لبنان، الطبعة الثانية: ١٤٠١هـ-١٩٨١م، ج٢، ص٤٦٠.