“لعبت البكتاشية دورًا كبيرًا في انتشار الإسلام بين السكان المسيحيين في البلقان، فقد أدت الطبيعة الانتقائية والمميزات الخاصة لهذه الطريقة إلى أن يكون الإسلام مقبولًا أكثر بالنسبة إلى الفلاحين في البلقان، فقد كانت تنظر بتسامح إلى كل الأديان… ولم تلح على تأدية بعض الشعائر كالصلاة والصوم ولم تحظر شرب الخمر، كما أنها لم تمنع النساء من الخروج دون حجاب والاختلاط مع الرجال في المجتمع.

… ومن ناحية أخرى فقد كان دراويش البكتاشية في التكايا التي تدعمها الدولة وتمولها الأوقاف موالين لهذه الدولة… وهكذا فقد كانت البكتاشية طريقة ذات اعتقادات مؤلفة من عناصر مختلفة للدين الشعبي، ومستقاة من مصادر متعددة، وذلك من الشامانية حتى العقائد الدينية لشعوب البلقان.

… ومن ناحية أخرى فقد لفت بعض الباحثين كيعقوب، وهاسلوك الانتباه إلى التأثيرات الوثنية والمسيحية البلقانية في البكتاشية، حيث يعتقدان أن بعض المعتقدات والطقوس البكتاشية تعود إلى أصول مسيحية، وهكذا على سبيل المثال دخل مفهوم التثليث في الاعتقاد البكتاشي الذي يقول إن الله ومحمدًا وعليًا كل واحد، كما أن الاحتفال بقبول العضو الجديد كان يتضمن تقديم الخمر والخبز والجبن، بالإضافة إلى الاعتراف بالذنوب لآباء البكتاشية”

(تاريخ الدولة العثمانية من النشوء إلى الانحدار، خليل إينالجيك، ترجمة: محمد الأرنؤوط، دار المدار الإسلامي، بيروت-لبنان، الطبعة الأولى: ٢٠٠٢م، ص٢٩٧، ٢٩٨.)