“في الحقيقة كان علماء السنة منذ الغزالي يعتبرون أن الصوفية تأتي في المنزلة الثانية بعد الشريعة في الحياة الدينية، لما تتميز به من عمق وتطور.

إلا أن ابن عربي تطرَّف كثيرًا في تفسيراته مما جعل بعض العلماء كابن خلدون يعبرونه هرطيقًا، بينما ذهب بعض العلماء كابن تيمية إلى اعتباره كافرًا.

ومن حين لآخر كان العلماء العثمانيون الذين يرون هذا الرأي يؤلفون الرسائل ضد ابن عربي، إلا أن تأثيره بشكل عام في الفكر التركي كان كبيرًا.

وهكذا فقد أصدر شيخ الإسلام فتوى تقرّ كل مؤلفاته، كما أن السلطان سليم الأول عبّر عن احترامه لهذا الصوفي الكبير في دمشق سنة ١٥١٧م، وذلك حين بنى ضريحًا له، وجامعًا حوله”

(تاريخ الدولة العثمانية من النشوء إلى الانحدار، خليل إينالجيك، ترجمة: محمد الأرنؤوط، دار المدار الإسلامي، بيروت-لبنان، الطبعة الأولى: ٢٠٠٢م، ص٣٠١.)